إستوقفتني هذه الآية المباركة { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها }
____________________________________________
حول الآية الكريمة : { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } [ محمد: 24 ]
______________________________________________
قوله تعالى: { أَفَلاَ ... } ] استفهام يفيد الحض والحث على التدبر { يَتَدَبَّرُونَ ... } يتأملون معاينه وينظرون في آياته ومعجزاته ويتبصرونها { ٱلْقُرْآنَ ... } هو كلام الله المنزل على قلب رسوله والذي يحمل منهجه إلى الناس، وهو معجزة تدل على صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.
وتدبره يعني تأمله، بحيث لا نقف عند ظاهر الآيات وسطحيتها، بل نغوص في أعماقها ونتأمل معطياتها، ونتلمس أسرارها، ففي القرآن كنوز نكتشف منها كل يوم جديداً.
وقوله: { أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } يعني : لا يتدبرون القرآن
بل على قلوبهم أفقال فلا تفهم ولا تتأمل، على قلوبهم مغاليق تحول بينهم وبين التفاعل مع كلام الله. والله غني عن إيمان المؤمنين، وغنيّ عن طاعة الطائعين، فهو سبحانه لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية، وله صفات الكمال المطلق قبل أنْ يخلق هذا الخلق.
فبصفات الكمال فيه سبحانه خلق، وبصفات الكمال فيه ربى ورزق، وبقيوميته أبقى نعمه على خَلْقه حتى الكافر منهم.
تذكرون قصة سيدنا إبراهيم - عليه السلام - حينما جاءه ضيف يطرق بابه يريد حاجة، فخرج له سيدنا إبراهيم وسأله بداية عن دينه، فقال: أنا مجوسي فأغلق الباب فى وجهه.
ولما انصرف الرجل عاتب الله تعالى نبيه إبراهيم في هذا الرجل، وقال له: أمن أجل بيتوتة ليلة تريد منه أنْ يغير دينه وأنا أسعه طوال عمره وهو كافر بي، فخرج سيدنا إبراهيم في أثر الرجل حتى لحق به وقال له: تعال فقد عاتبني ربي فيك، فقال: نعم الرب الذي يعاتب أنبياءه في أعدائه وشهد ألا إله إلا الله.
إذن : الحق سبحانه وسع كلّ الخَلْق بعطاء الربوبية، أما عطاء الألوهية فقد خصَّ به المؤمنين به.